سابدا هذا الموضوع بسؤالين وساجيب عليهما, السؤال الاول, كيف حقق الغرب النجاح والازدهار والتطور خلال فترة وجيزة نسبيا ؟ اما السؤال الثاني فهو هل يستطيع العالم العربي والاسلامي ان يواكب الغرب ويلحق به كيف ومتى؟ طبعا بعد البحث والتدقيق وجدت ان هناك عدة جوانب وامور ممكن من خلالها الاجابة وهناك ترابط وعلاقة بين عدد كبير من العوامل
سابدا بالسؤال الاول باعتقادي ان عناصر نجاح الغرب تكمن بعدد من العوامل ,اهمها التربية والتعليم بالدرجة الاولى وياتي بعدهما العلمانية والحرية ثم تاتي المكافئة والمردود على الانجازات الشخصية, اذا اخذنا التربية واقصد هنا تربية الاهل للطفل على محبة الاخر وعدم الكراهية واحترام الاخر وهكذا بعلم الغرب ابناؤه, لكن مع الاسف هذه المبادئ بالتربية غير متبعة بالعالم العربي او الاسلامي . اما التعليم فنحن جميعا نعلم اهمية التعليم لتنشئة الاطفال والاجيال الى مراحل التعليم العالي والجامعي,ونرى عدد الجامعات بدول الغرب وامريكا بالتحديد التعليم هو عنصر اساسي ومهم حيث يبلغ عدد الجامعات بالولايات المتحدة ما يفوق الاربعة الاف جامعة, وعلى سبيل المثال اوبرا وينفري
Talk show host Oprah Winfrey
وهي شخصية امريكية لها برنامج تلفزيوني حققت من خلاله ثروة
طائلة حيث ساهمت يتعليم 64000 شخص في الجامعات, وساهمت ببناء المدارس حتى في دول العالم الثالث وافريقيا, واوبرا ليست الوحيدة اللتي تساهم في تعليم اعداد كبيرة واجيال انما هناك الكثيرين من امثالها ممن يوفرون فرص التعليم للشباب . لكن مع الاسف التعليم بالعالم العربي والاسلامي ليس من الاولويات وهو يعد شئ ثانوي وليس بالضروري ولا وزن له او اهمية
العلمانية لها موقع مميز في المعادلة لانها اثبتت ان فصل الدين عن الدولة له جانب ايجابي او بالاحرى عالمنا الاسلامي من خلال دمج الدين مع كل الامور اليومية وحياة البشر كان له اثار سلبية وعكسية من حيث دفع عجلة الحضارة والتطور بل ساهم في زيادة الجهل والتخلف, فالدين لا يعتمد ولا يدرس بالمدارس الرسمية والحكومية يالولايات المتحدة الامريكية وبنفس الوقت نرى ان الجالية المسلمة دائما تضغط من اجل ادخال دراسة القران والدين الاسلامي بالمدارس وهذا فعلا ما حصل ويحصل ببعض المدارس
اما السؤال الثاني وهل بامكان العالم العربي والاسلامي ان يواكب الغرب ويلحق عجلة التطور, وانا لا اريد ان ابدو متشائم هنا انما جميع المعطيات تدل على ان عالمنا يبتعد عن التطور ويدور للخلف فطبعا عامل الدين والتدين هو العامل الرئيسي لهذا الانحدار والتراجع , نعم الدين يلعب الدور الاهم وهو ما يقف عائق بوجه التقدم للامام , كيف ومتى سيتخلص عالمنا من رواسب القرون ؟الجواب ببساطة هو التخلي عن اعتماد الدين كمنهج و طريق واستبداله بالعولمة وفصل الدين عن الدولة. هذه تشكل الخطوة الاولى على السكة الصحيحة, واذا فشلت الامة بتطبيق هذه الخطوة فلا داعي حتى ان يكون لنابصيص من الامل في ان نتقدم , وما علينا الا البدء بالعد العكسي للدمار والانحلال والانقراض , اما اذا تم تطبيق هذه الخطوة وهذا يتطلب ويستلزم اعجوبة وخطوات جريئة فحينها بامكاننا ان ننظر الى مستقبل مشرق,لكن قبل كل ذلك يجب ان نبدا بالتربية الصالحة بالمنزل ومن ثم التعليم. كل هذه الخطوات ستكون حجر الاساس لبناء عالم افضل وحينها نكون قد واكبنا العصر وما يجري فيه , فالى ذلك الحين ما علينا الا ان ننتظر حصول هذه المعجزة
No comments:
Post a Comment