اذا كان الجنون هو السبيل للخلاص من الاعتقال او حتى حبل المشنقة فاليكن وانا اتطوع معك يا صديقي جهاد علاونة لاكون احد المجانين. وبرافو عل كل مجنون بعرف يخلص حاله. والشغلة واضحة مين المجنون والمتخلف ومين العاقل. اذا المثقف الحامل قلم وكتاب اصبح المجنون. يا هل ترى من هو العاقل؟ فالنقرأ معاَ قصة صديقي الكاتب الاردني جهاد علاونة.
في عندنا مثل عربي يقول (اللي ما يعرف الصقر بشويه) وأنا أقول بأن الحكومة الأردنية لم تكن تعرف جهاد العلاونه لذلك اعتقلته مرة ومرة أخرى قبل ذلك لاحقته حتى تُلفق له قضايا تحرش جنسي أثناء عمله في جامعة اليرموك , لقد عرفت جهاد العلاونه أكثر من أي وقت مضى ليلة الأمس حين اجتمعتُ به من منزلي بمعية صديقٍ لي آخر , وكان لي ولصديقي لقاء فني وعلى الهواء ببث حي ومباشر مع الإنسان الكاتب الأردني (جهاد علاونه).
وبدأنا سهرتنا بالاستماع لقصيدة الأستاذ جهاد الذي أنشدها بأسلوب جميل ورائعٍ على لحن (هوّر يابو الهواره) وكانت الكلمات تدخل القلب قبل العقل وبدون استئذان , وكان صوته الحنون والرائع أجمل من صوت أم كلثوم...وعبد الحليم حافظ , وتابعنا السهرة والمشوار كالعادة نتنقل من موضوع إلى موضوع آخر, من سياسة إلى دين إلى علمانية..الشرق.ديان...الشرق ...الغرب وأدخل يا ولد في موضوع واخرج إلى موضوع آخر حتى ضاعت الطاسة,ولا نعلم إن كان حوارنا حوار عقلاء أم حوار طرشان, ومن أهم المواضع التي تطرقنا لها كان موضوع (التعايش السلمي ) وكان فعلا شيئا مضحكا أن صديقي الكاتب (المسيحي) كان يدافع عن الاسلام أكثر من الشيخ القرضاوي وأنا وجهاد في الجانب الآخر على طرفي نقيض كالمعتاد منتقدين للوضع من عدة وجهات نظر مختلفة, وطبعا صديقي كان يلوم الغربَ وكأنه الناقد الرسمي لحماس أو لإيران أو لأحمدي نجاد, وأنا وجهاد كنا نسلط الضوء على التخلف الذي يعاني منه العالم العربي بسبب الدين وبالتحديد الدين الاسلامي الذي يرفض الآخر وصديقي الذي كان بجانبي يحاور معي بجهاد العلاونه كان يشكك بديمقراطية الغرب وبالتحديد الديمقراطية الأمريكية , وهاجم أمريكيا واتهمها بالعنصرية وبسوء معاملة الأقليات وخصوصا المسلمين ولكن أنا وجهاد كنا ندافع عن ديمقراطية الغرب وأمريكيا بالتحديد على أنها لا تُفرّق ولا تُميّز بين مواطنٍ ومواطنٍ آخر وأنها ليست عنصرية أو عقائدية أو دينية وإنما علمانية وأنا أعطيتُ إثباتاً بأن أمريكيا منحت منصب رئيس الدولة إلى شخص أسود من أصول إفريقيه وجذور عقائدية إسلامية حتى أن والده مسلم وهذا أكبر دليل بأن أمريكيا نظام ديمقراطي لا يؤمن ولا يفرق لا بلون البشر أو بعقيدتهم .
وهذا بحد ذاته نظام عادل , ثم انتقلنا إلى وضع الأستاذ جهاد وكونه مفكر وكاتب وناقد سياسي لاذع وعن معاناته ووضعه وكونه في بلد لا يعرف ولا يؤمن بحرية الرأي أو العلم أو الثقافة, وكيف يُقمعُ المثقفين والمتعلمين وخصوصاً كاتب بحجم وجرأة (جهاد علاونه) وكان يسرد لنا الأستاذ جهاد كيف أنه عانى وسُجنَ واتهمَ بالجنون , وأخبرنا كيف أنه عندما تم توقيفه ووجدوا معه قلماً وورقةً وكتابا تأكدوا بأنه مجنون (خالص كازه) وسألوه : إذا كان مريضا نفسيا ويتعاطى بالأدوية فقال لهم: نعم..وكان هذا هو السبيل والمخرج الوحيد لإخلاء سبيله, وفعلا شيء مضحك مع أنّ والدة (جهاد) والتي كانت تجلس بالقرب منه كانت تضرب بالكف على أخوه وتفرفك بأصابع يديها قلقاً وخوفا وكانت تعتقد عكس ذلك تماما والمسكينة كان بالها مشغول عليه ,وكانت تتخوف من أن يتم اعتقاله وسجنه مرة أخرى وكانت تقولُ له :من المؤكد ألإنترنت مراقب وراح يجوا يأخذوك ويسجنوك وكانت تناشده بعدم الكلام بالسياسة أو بالدين,لكنه تابع على نفس الموال , فعلا كانت سهرة حلوة وجميلة وممتعة ومن سهرات العُمر مع الكاتب الثائر (جهاد العلاونه) وشوي ثانيه...كنت ناوي أبلّش أرمي كراسي على راس صاحبي الكافر الذي حضر الجلسة معنا أنا والأستاذ جهاد العلاونه , لأن صاحبي المسكين كان ضائعا وتائهاً أكثر من شيخنا القرضاوي , فكيف نتوقع من الشعب الجاهل والمتخلف والمفصوم الدماغ والمبرمج أن يفكرَ بأسلوبٍ سليم ومنطقي , هذا الشعب الذي تعودَ أن يلومَ الغرب واليهود بكل شيء وهذه هي قصة إبريق الزيت أو قصة قميص عثمان اللي صار لنا نرددها 1400سنة مثل الببغاء.
No comments:
Post a Comment