بعد ان تعرفنا بالحلقة الاولى على صديقتي سجينة "زينه" لا بد من التطرق والدخول في التفاصيل والحديث السري الذي دار بيننا . فعلا موقف صعب ومتعب للنفس والاعصاب . فهي كانت بحالة هلع وقلق وخوف وانا كنت اكثر خوفا وقلقا عليها وعلى سلامتها.وكلما اختفت كنت اعتقد انه تم كشفها وضبطها بالجرم المشهود وكاننا نقوم بعمل مخالف للقانون والعرف. حوارنا كان يدور حول موضوع واحد ويتعلق بحياتها الصعبة ومعاناتها وما تتعرض له من قهر وظلم فكانت تردد لي دائما بانها سجينة .
انها ماساة فعلا وبكل ما للكلمة من معنى اتذكر ايضا كلامها وهي تقول "انا اطالب بحريتي لا اكثر. هل انا مطالبة بالكثير؟ اين العدالة؟ولماذا لا استطيع ان احصل على حريتي؟ هل انا مطالبة باكثر من ما استحق؟" وكانت في بعض الاحيان تصاب باحباط شديدواشعر بانها بدات تفقد الامل عندما كانت تقول لي "لا قيمة لحياتي من الافضل لي الانتحار من العيش بهذا العذاب وهذه المعاملة السيئة " فاحاول ان اهدئها واعيد لها ثقتها بنفسها واطالبها بالصبر واؤكد لها ان الفرج سياتي عن قريب وانها ستتحرر من هذه العبودية ومن هذا السجن الذي فرض عليها بسبب عقيدة ودين يجعل المراة رهينة وسجينة ولعبة وسلعة ويسلط الرجل عليها كي يستعبدها ويتحكم بها وكانه يملكها وبامكانه ان ياخذ القرارت نيابة عنها.
كنت اشعر بحزن عميق واعلم انه ليس باستطاعتي وليس بمقدوري ان افعل لها الكثير للتخفيف من معاناتها. فهي تعيش في عزلة تامة وفي سجن انفرادي وهناك حارسين او سجانين (والدها واخاها) ولغاية هذه اللحظة انا احاول ان افهم اي جرم ارتكبت لتستحق هذا العقاب؟ هل جريمتها الكبرى انها ولدت امراة بدين الاسلام؟وفي مجتمع مسلم منغلق لا يحترم المراة ولا يصون حقوقها ولا يحميها ولا يعاملها كانسان
كنت دائما احاول ان اتخيل كيف ممكن ان انقذها؟ واتعب عندما لا اجد السبيل والطريق الى الحل وابدا بفقدان الامل ثم اراجع نفسي واقول لا بد من طريق ولا بد من حل. هل ممكن ان تهرب؟ هل ممكن ان تغادر الحدود من معابر غير شرعية؟ ثم افكر واقول اذا مسكوها ماذا سيحل بها واي عقاب ستنال؟ شيء محير وشيء مؤلم. في بعض الاحيان اشعر اني خذلتها لكن كنت دائما اعود الى المربع الاول واقول لا بد من حل ولا بد من طريق لن اياس وارفض ان استسلم.
الى اللقاء في الحلقة الثالثة
No comments:
Post a Comment