شاهدنا في الاونه الاخيرة انتشار عدوى الثورات حيث بدات في تونس وادت الى اسقاظ نظام زين العابدين بن علي ثم انتقلت الى مصر واسقطت نظام مبارك ثم انتقلت الى اليمن ليبيا واليحرين والجزائر والعراق وغيرها وكما نسمع ومن خلال وما يتداوله الناس والمحللين السياسيين وما تتناوله الصحف فهنالك اسباب دفعت المواطنين للقيام بهذه الثورات ومن اهم هذه الاسباب هو الفساد واستبداد الانظمة الحاكمة بالاضافة الى معاناة الناس وانتشار البطالة وعدم توفر فرص العمل للشباب والفقر والجوع انعدام الحريات وكل هذه العوامل ساهمت بتراجع الطبقة الوسطى ودفعها باتجاه الفقر وكانت النتيجة البديهيه لهذه العوامل ان تثور الشعوب على الانظمة وتسقطها مطالبة بالاصلاح السياسي والاجتماعي وتحسين امور واوضاع الناس المعيشية السؤال الان اذا نظرنا الى اوضاع الجالية العربية في اميركا هل هي تختلف عن اوضاع الشعوب العربية الجواب وبكل بساطة لا وحتى بامريكا وخصوصا بين ابناء الجالية هنالك تباين شاسع وواسع بين طبقتين طبقة غنية وثرية تلعب بالدولارات وطبقة فقيرة ومعدومة وتعاني تماما كما تعاني شعوب الوطن العربي طبعا الفئة الثرية هي من الاطباء واصحاب الشركات وهم نسبة لا باس بها وهنالك الكثيرين من الذين حققوا نجاحات واستطاعوا تجميع ثروات هائلة وطائلة وانا هنا اتكلم عن ثروات بالملايين من الدولارات ومن خلال رحلاتي وزياراتي لعدد من الولايات التقيت بعدد كبير من ابناء هذه الجالية ومنهم الاطباء واصحاب الشركات وزرت البعض في بيوتهم او بالاحرى في قصورهم وشاهدت الثراء المفرط والقصور الضخمة والسيارات الفخمة غناء فاحش واموال لا تعد ولا تحصى كما انني ومن خلال بعض رحلاتي التقيت بعدد من ابناء الجالية الذين يعانون من الفقر المدقع وهنالك ايضا اعداد لا باس بها منهم فعلى سبيل المثال خلال رحلتي الاخيره لمدينة ديترويت اكتشفت مدى هذا الفقر وحجم المعاناة بحيث اصبح بعض ابناء هذه الجالية يتسولون على ابواب المحلات فعلا شئ محزن و مؤثر بنفس الوقت فراودتني فكرة وبعض الاسئلة هل يحق لهؤلاء ان يثوروا ويسقطوا النظام واي نظام هذا الذي سيسقطوه فهل النظام الامريكي فاسد ايضا وهل هم من مسؤولية هذا النظام من المؤسف ان الكثيرين من ابناء الجالية يقومون باستغلال النظام الامريكي من حيث المساعدات المادية والغذائية حتى ان بعض ميسوري الحال على الرغم من عدم حاجتهم الا انهم يقومون باستغلال النظام وهذا طبعا يزيد حجم العبئ على الحكومة الامريكية والتي لا زالت تساعد الكثير من الشعوب خصوصا العربية والمسلمة بالمليارات من الدولارات وهذا ساهم في ارتفاع حجم العجز في الموازنة الامريكية وتكدس الديون عليها بحيث انها اصبحت مديونة للصين باكثر من عشرة تريليون دولار
اعود واسال على من تقع المسؤولية على النظام ام على الحكومة؟ ام على ابناء الجالية وهل يحق لهذه الجالية الثورة؟ لكن على من؟ هذا هو السؤال الاهم هل يثورون على هذا البلد الذي فتح لهم ابوابه واستضافهم ووفر لهم الفرص فاساؤوا اليه واستغلوه لقد اثيتت الولايات المتحدة ومن خلال مواقفها بالماضي والحاضرة انها المساعدة لهذه الشعوب بدون تفرقة او تمييز او اعتبار العامل الديني على عكس ما كان يشاع حول مواقف امريكا من تحيز من قبل شعوب المنطقة
No comments:
Post a Comment