الشعب يريد تطبيق الاسلام
قد يعتقد البعض ان شرارة الثورات التي تشهدها المنطقة اليوم قد انطلقت من تونس بينما بالحقيقة الشرارة الاولى انطلقت من ايران قبل اكثر من عام . لكن نظام الاستبداد والتسلط والديكتاتورية بالجمهورية الاسلامية الايرانية قام بقمع وسحق والاجهاز والقضاء على هذه الثورة بشتى انواع العنف والوحشية واللاانسانية والبربرية. الشعب الايراني كان من بدا هذه الثورات لانه عانى الكثير على ايدي النظام الديني المتشدد على مدار اكثر من ثلاثين عاما وهو تعب وسأم واراد ان يستعيد حريته المسلوبة لكن قوى التسلط والاستبداد الديني بزعامة الخمنئي والاحمدي نجاد قمعت هذه الثورة
تجارب الماضي والحاضر اثبتت ان اي نظام ديني متشدد باء بالفشل من حكم طالبان الى السودان وقريبا سنرى سقوط النظام الايراني لان الشعب الايراني سيستمر في ثورته حتى يتحرر ويسقط النظام الديني الحاكم
ما لفت انتباهي اثناء متابعتي للاحداث عبر وسائل الاعلام المرئية في احدى محطات التلفزة انه باحدى المظاهرات وبالتحديد بالاردن ظهر احدى المحتجين او المتظاهرين حاملا يافطة كتب عليها "الشعب يريد تطبيق الاسلام" هذه العبارة دقت ناقوس الخطر براسي فانا شاهدت بالمظاهرات والاحتجاجات السابقة يافطات كتب عليها "الشعب يريد اسقاط النظام" لكني لم ارى مثل هذه اليافطة التي تدعو لتطبيق الاسلام وهذه اليافطة بالتحديد كان لها الاثر الاكبر علي فجميع المظاهرات كانت احتجاج على فساد الانظمة والديكتاتورية والوضع المعيشي للناس ولاسباب اخرى كنت قد ذكرتها بمقالات سابقة
اردت التعمق بهذه العبارة التي تقول "الشعب يريد تطبيق الاسلام" واحاول ان اجد بعض التفسيرات لهاواستخلص شيئاً ما. فهل تطبيق الاسلام سيقدم الحلول لمشاكل الناس ام سيزيدها تعقيدا وكما ذكرت في بدابة هذا المقال جميع التجارب لتطبيق الاسلام من طالبان الى ايران الى السودان الى حماس في غزة الى حزب الله فى جنوب لبنان والتي اعتمدت الدين كانت قد فشلت وكانت في طريقها الى الفشل والاهم من ذلك ان هذه الانظمة المبنية على الدين لم تعالج مشاكل الناس بل زادتها تفاقما وتعقيدا وزادت معاناتهم وتردت اوضاعهم وسلبت الحريات وزاد الفساد والقمع والتسلط والوضع الاقتصادي والمعيشي اصبح اكثر سوءا
بالنتيجة تطبيق الاسلام لم ياتي بالحلول بل اتى بالويلات ومن هنا فكرت بان حامل هذه اليافطة او من وراءه بالتاكيد يجهلون خطورة ما يطالبون به وان شعارهم او مطلبهم هذا هو ساقط من الاساس لانه ساقط بالمنطقية ولا يقدم حلول جذرية ولا يساهم بالاصلاح او في تحسين اوضاعهم وامورهم المعيشية والاقتصادية
السؤال الان من يقف وراء هذه الشعارات والحملات؟ بالتاكيد هناك جهات وايادي موجهة واصابع خفية تستغل الوضع وتتحكم وتبعث بهذه الرسائل عبر هؤلاء المحتجين واي كانت هذه الحهة او الجهات المسؤولة عن اطلاق هذه الشعارات فهي لا تريد مصلحة البلد ولا تريد الخير للشعب لان اي نظام مبني على الدين سيجلب المصائب والويلات على الناس وتسلب حرياتهم وتزيد من معاناتهم
كما اثبتت التجارب ان الانظمة العلمانية هي الاكثر نجاحا وهي التي توفر الفرص وتصون الحريات وتضمن العيش الكريم وتساهم بالازدهار والاستقرار للناس وان البلدان العلمانية توفر الامان ويتعايش ابناء هذه المجتمعات بسلام فيما بينهم حتى مع جيرانهم
فبناء على كل ما ذكر وبالنتيجة يمكننا استخلاص العبر التالية اي مجتمع واي بلد يتبنى العنصر الديني ويعتمده ويحاول تطبيقه فهو ياحذ هذا البلد الى حافة الهاوية ويدفعه للسقوط والدمار والخراب والبلد الذي يعتمد العلمانية فهو يدفعه الى الامام والامان والاستقرار والتطور والازدهار
العلمانية هي الحل والسبيل والطريق الوحيد للعيش الكريم بامان وسلام
No comments:
Post a Comment