على الرغم من فوز تيار المستقبل بزعامة الحريري ومن وراءه قوى 14 اذار في الانتخابات النيابية الاخيرة التي ادت الى تكليف سعد الحريري لتاليف الحكومة وحرصا منه على مبدا العيش المشترك اتماما لرسالة والده الشهيد رفيق الحريري فعمل على فتح باب المشاركة بالحكومة الجديدة للجميع بدون اي استثناء حتى خصومه السياسيين ومن خلال سياسة اليد الممدودة فقام بتشكيل حكومة ما يسمى بالوفاق الوطني ووافق على اعطاء خصومه السياسيين بالمعارضة (حزب الله ومن ورائهم حليفهم الحميم العماد ميشيل عون زعيم التيار الوطني الحر الذي لايزال يطمح ويحلم ويهلوس بمنصب وكرسي رئاسة الجمهورية) الثلث المعطل فما كان منهم الا ان ردوا الجميل له بتعطيل الحكومة وشلها ومنعها من اتخاذ اي قرارات طوال فترة حكمه واخيرا التفوا عليه وغدروا به وبمساعة حليفه الجديد المتقلب وليد جنيلاط استطاعوا من اسقاط حكومته
باعتقادي ان موافقة الحريري اعطاء المعارضة الثلث المعطل وعن حسن نية كانت بمثابة انتحار سياسي فكيف له ان يثق بهم وهو يعرف ماضيهم وغدرهم خصوصا بعد احداث الخامس من ايار في بيروت فكان الاولى له ان يشكل حكومة من لون واحد كما يريدون ان يفعلوا الان فهم يرفضون اعطاء الحريري وحلفائه في 14 اذار الثلث المعطل
ليس بالغريب التقارب الواضح بين حزب الله وعون من اجل مصالح خاصة وضيقة فكلاهما يريد الاستئثار بالحكم والتحكم بالبلاد وباية وسيلة وبكافة السبل حتى لو كانت بقوة السلاح وكلاهما له اجندته الخاصة فحزب الله يعمل لصالح ايران وعون يعمل من اجل حلمه بكرسي الرئاسة الذي لن يتحقق
من المؤسف ان حزب الله وعون او ما يسمى بتحالف الثامن من اذار ومن ورائهم احزاب اخرى كالقومي السوري وجنبلاط وارسلان ووهاب وسليمان فرنجيه وتيار المردة يعملون باجندات مشبوهة ولها طابع سوري فارسي ايراني ومصلحة لبنان ليست في اولوية برنامجهم بينما الحريري وحلفائه بقوى 14 اذار (القوات اللبنانية والكتائب والاحرار وميشيل المر )يعملون لصالح لبنان تحت شعار لبنان اولا ومع ذلك استطاع الفريق الاخر وبقوة سلاح حزب الله وتهديداته وبفضل جنبلاط المتقلب استطاعوا من انتزاع وسرقة الحكومة .اتساءل الان الى اين سياخذوا لبنان وهل سيدخلوه بدوامة جديدة من الحروب والعزلة الدولية ويبعدوه عن الغرب ودول الاعتدال بالوطن العربي مثل السعودية ومصر والاردن ويدخلوه في اطار المحور السوري والايراني المتشدد وهل سيخوضون مغامرات جديدة ويجعلون من لبنان ساحة حروب جديدة مع اسرائيل يدفع ثمنها لبنان والمواطنين اللبنانيين ويفرضوا على لبنان ان يكون خط المواجهة الاول والوحيد في الصراع العربي الاسرائيلي والتي ستكون نتائجه مدمرة وكارثية على لبنان .
خلال اخر زيارة قمت بها لمدينة ديربون في ولاية ميشيغن الامريكية التقيت بعدد من ابناء الجالية اللبنانية خصوصا من ابناء الطائفة الشيعية من مناصري حزب الله ومن خلال الحديث والتحاور معهم فوجئت بانهم جميعا يتكلمون بنفس اللغة وبلسان واحد وكانوا يرددون نفس العبارة"النصر ات" فتساءلت النصر على من ؟ولصالح من؟ وعلى حساب من ؟ومن سيدفع الثمن ؟وهل لبنان سيكون راس الحربة وساحة الصراع العربي الاسرائيلي كما حدث في السابق؟ هل سيعود حزب الله الى مغامراته التي كلفت لبنان الكثير من الخسائر المادية والبشرية والتدمير الكامل للبنى التحتية وخسائر بالمليارات من عائدات السياحة وهذا ما سيزيد من معاناة الشعب اللبناني ويزيد العبئ عليهم ويدفعهم للتشرد والرحيل والفقر والجوع فلبنان عانى بما فيه الكفاية من حروب داخلية وخارجية وطائفية واهلية طوال ثلاثين عام.
اذا استطاع حزب الله وحلفائه من الاستئثار بالحكم فهذا لن يكون في صالح لبنان وسيدفع لبنان الى عالم المجهول وخلال حديثي مع ابناء الجالية اللبنانية في ديربون كانوا ايضا يرددون ان حزب الله والمقاومة هم الوحيدون القادرين على القضاء على اسرائيل وتحرير فلسطين وكان جوابي كفاية متاجرة بالقضية الفلسطينية على حساب لبنان ومصلحة شعب لبنان فلا انتم ولا سورية ولا ايران تعملون من اجل فلسطين وتحرير فلسطين وشعب فلسطين فاتركوا فلسطين بحالها لشعب فلسطين واتركوا لبنان يعيش لشعبه فانتم تقومون بتدمير لبنان والحريري يقوم باعادة بنائه وبهذه العبارة انهيت هذا الحوار
No comments:
Post a Comment